يقول الله سبحانه وتعالى في سورة البقرة الآية 187: << هن لباس لكم وأنتم لباس لهن >> يعني أن كل واحد من الزوجين متعفف بصاحبه، ومستتر به عما لا يحل له من التعري مع غيره، ولا يحصل هذا إلا بتمكن كل واحد من الزوجين بجميع ما يحصل به العفاف عن التطلع إلى سواهما، ولهذا لم يأت في الشريعة السمحة نص يحد من امر مباشرة الرجل لزوجته، ويمنع من عموم التمتع ببعضهما بعضا
و الذي يلزم الزوج البعد منه عند المباشرة هو البعد عن حلقة الدب والمباشرة عند المحي، وما سوى هاتين الحالتين،فللزوج والزوجة الحرية التامة في تمتع أحدهما بالآخر بشتى الوسائل و الأنواع والأشكال، والهيئات لأنهما لباس بعضهما بعضا فليعمل معها، ولتعمل معه ما يرغبهما في بعضهما بعضا، ويزيدهما حبا في المعاش، وهذا ما دل عليه قوله تعالى <<فاتوا حرثكم أنى شئتم>> الآية 223 س البقرة يعني على جميع الوجوه والحالات قائمة وباركة ومضطجعة بعد أن يكون الإيلاج قاصرا على الفر، ويدخل في هذا جميع أنواع الملاعبة، والمداعبة، وكانت اليهود من أتى امرأته في قبلها من دب جاء الولد أحول فرد الله عليهم بقوله : <<فاتوا حرثكم أنى شئتم >> إن شئت مقبلة ومدبرة إذا كان في صمام واحد، فالشريعة تركت الباب في هذا الموضوع الحساس من حسن المعاش و تمتع الزوجين بجميع ما يكون فيه كمال اللذة والتمتع ببعضهما بعضا مفتوحا يرجع فيه الحكم لرغبة الزوجين
ولكن مع ذلك رغبت الشريعة فيما تميل إليه النفس من الملاعبة والمداعبة لأن ذلك مما يزيد في المحبة، والغبطة المطلوبة في المعاش الزوجية، ولهذا ورد النهي عن المواقعة قبل الملاعبة لتنهض شهوتها فتنال من لذة الوصال مثل ما يناله، وقال عمر بن عبد العزيز لا تواقعها إلا وقد أتاها من الشهوة مثل ماأتاك لكي لا تسبقها بالفراغ، فقال له رجل مستفهما، وذلك إلي? قال نعم، إنك تقبلها وتغمزها، وتلمزها فإذا رأيت أنه قد جاءها مثل ما جاءك واقعها، ومما يزيد محبة الزوجة أن يكون قضاء حاجتها مع قصاء حاجة الزوج، ولهذا ورد في الحديث ” إذا جامع أحدكم أهله فليصدقها ثم إذا قضى حاجته فلا يعجلها حتى تقضي حاجتها ” وذلك لما جاء في الحديث الشريف : ” أرضوهن فإن رضاهن في فروجهن ” (رواه أبو يعلى في مسنده عن أنس.) وكل هذا لايتم إلا بالملاعبة الكاملة والمداعبة التامة قبل الإتصال، ففي الحديث :”إن الله ليعجب من مداعبة الرجل زوجته ويكتب لهما بذلك أجرا ” وفي حديث آخر :”وفي بضع أحدكم صدقة” (من حديث أبي ذر ومسلم) وتزوج جابر امرأة كبيرة لتقوم بإخوته فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : “فهلا بكرا تلاعبها وتلاعبك وتضاحكها وتضاحكك وتعضها وتعضك، وقال له مالك والعذارى ولعابها “(أخرجه
وقد اعتنى علماء الإسلام بالتأليف في موضوع الكيفية المتعلقة بمباشرة الزوجين عند المضا، ذكر ذلك صاحب كشف الظنون في أسامي الكتب
والفنون، وذكره صديق حسن خان في كتابه ( أبجد العلوم ) وللحافظ السيوطي رسالة لطيفة في الموضوع سماها (شقائق الأترج في وقائع الغنج ) أجاب فيها عمن سأله في هذا الموضوع وبين جوازه شرعا وانه مرغوب فيه، وأما تمتع الرجل بفر زوجته وكذلك الزوجة بذكر زوجها فقد نص العلماء على جواز ذلك وقالوا يجوز للزوج أن يستمني بيد زوجته وقال أصبع بن الفرج بن سعيد وهو من أئمة المالكية، يجوز للزوج أن يلحس فرج زوجته،لأن رطوبة فر المرأة غير نجسة
